منتدى منصور محمود منصور
أنت لم تقم بالتسجيل عليك التسجيل اولا


منتدى منصور محمود منصور

اهداء الى رجال الجابرية ورجال التجارة العظماء الذين حملوا راية التقدم والرقى
منتدى منصور محمود منصور
أنت لم تقم بالتسجيل عليك التسجيل اولا


منتدى منصور محمود منصور

اهداء الى رجال الجابرية ورجال التجارة العظماء الذين حملوا راية التقدم والرقى
منتدى منصور محمود منصور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى منصور محمود منصور

اهداء الى رجال الجابرية العظماء الذين حملوا راية التقدم والرقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آآآه لو لم يكن حلما !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منصور محمود

منصور محمود


عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 17/10/2009

آآآه لو لم يكن حلما ! Empty
مُساهمةموضوع: آآآه لو لم يكن حلما !   آآآه لو لم يكن حلما ! I_icon_minitimeالسبت فبراير 13, 2010 8:36 am

كان عبد الله القاريء شابا طيبا من خيرة المسلمين في عصرنا يحب الدين والمتدينين ويتتبع البرامج الدينية على قنوات الدش ؛ إذ كان يرى أن الدش والفضائيات وسيلة للمعرفة والثقافة قبل أن تكون وسيلة للترفيه , ويستشعر أنه بتتبعه لهذه البرامج في أوقات راحته يجد عوضا عما حرمه من متعة القراءة في الكتب الدينية والثقافية بسبب انشغاله بعمله الوظيفي الرتيب الذي قيد حريته وسلب وقته ومع ذلك لا يمكنه الفكاك من قيده فكان دائما ما يردد قول الشاعر :
ياويلها تلك الوظائف إنما
هي راحة الأسرى إلى الأغلال .
عاد عبد الله إلى بيته متعبا في العاشرة مساء فوجد عياله نائمين ففتح التلفاز وأخذ يقلب أزار الريموت كنترول بينما كانت زوجه مشغولة بوضع العشاء له لتنصرف كعادتها إلى نومها وتتركه مع هوايته , واستقر به المقام على قناة فضائية ظهر عليها شيخ معمم بعمامة سوداء كث اللحية فجذبت هيئته عبد الله وجلس ينصت فهاله أن الشيخ يلعن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ويقول إنه من أشد أعداء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأن عليا كان الأولى بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبا بكر قد تآمر عليه ونزع الخلافة منه , وأخذ الشيخ يسترسل في كلامه ويسب ويشتم ويقول إن الإمام – يعني عليا – لم يحاربه تقية وخوفا من سلطانه فلم يطالبه بحقه في الخلافة حتى جاءته تجر أذيالها وكأنما هي عروس تزف إلى عريسها ......... واسترسل الشيخ في كلامه وصاحبنا عبد الله القاريء مذهول مدهوش مما يسمع لأول مرة في حياته لدرجة أنه نسي تناول عشائه مع شدة الجوع الذي كان مسيطرا عليه .
أخذت عبد الله سنة من النوم يرتاح فيها جسمه غير أن ذهنه لم يزل مشغولا بما سمع من كلام الشيخ وهو في غاية الحيرة مما سمع عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدِّيقِه ويتعجب لقد كان الرجل محتدا جدا ومتحمسا في حديثه وكأنه صادق فيما يقول وإذا كان هذا حقا فما بالنا لم نسمع عنه طيلة عمرنا وهل من الممكن أن يكون هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
استغرق عبد في نومه فرأي فيما يرى النائم أنه قد عاد به الزمن إلى الخلافة الراشدة وإذا به في المدينة المنورة في سوق كبير يبتاع الناس منه كل شيء وسمع رجلا يقول لصاحبه أرأيت ما صنع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عزم أن يقاتل مانعي الزكاة وقد جاءه عمر بن الخطاب فقال كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وهؤلاء الذين منعوا الزكاة ما زالوا يشهدون ألا إله إلا الله فكيف تقاتلهم ؟ فغضب الصديق وقال يابن الخطاب رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام والله لو منعوني عناقا (شاة صغيرة) كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها ولأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال .
قال الرجل وما رد عمر ؟
قال صاحبه : قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .
سمع عبد الله هذا الحديث فأدرك أنه الآن في خلافة الصديق أبي بكر رضي الله عنه . التفت عبد الله فإذا برجل جميل الهيئة حسن الطلعة مألوف الوجه يبتسم له قائلا : السلام عليكم كأن الرجل غريب ؟
فقال عبد الله نعم , فلست من أهل المدينة .
قال الرجل ولا من أهل الشام ولا اليمن ولا مصر ولا من الفرس ولا من الروم ولا من الهند أليس كذلك ؟
قال عبد الله ؟ وما أدراك ؟
قال الرجل : هيئتك يا رجل لا تنبيء عن مكان ولا قوم ما هذا الذي تلبسه – وكان يلبس قميصا بنصف كم وبنطالا - وأين لحيتك وما حملك على حلقها ولماذا تترك رأسك هكذا عاريا وكأن الأمر لا يعنيك في قليل ولا كثير هل أنت جني ؟
ابتسم عبد الله ثم قال يا أخي لست جنيا وإنما أنا آدمي من أهل مصر وسأولد بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف وأربعمائة سنة !
دهش الرجل وقال والله إن أمري اليوم لعجب عجاب ثم أردف يا أيها الذي لم تولد بعد هلا قبلت ضيافتي الليلة ؟
قال عبد الله كما تقولون لا يأبى الكرامة إلا لئيم هيا بنا .
دخل الرجل منزله وهو يصيح أهلا وسهلا أهلا ومرحبا فعلم أهل بيته أن معه ضيفا فانصرفوا من فورهم لأداء واجب الضيافة .
جلس عبد الله على استحياء مطرقا إلى الأرض فقال الرجل في نفسه يبدو أن ضيفي قد غلبه الحياء ومن الجود أن أحدثه عملا بقول الشاعر
وأحدثه إن الحديث من القرى (أي الكرم )
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
فبادر قائلا : هلا عرفتني باسمك الكريم فقال : عبد الله القاريء من أهل مصر .
قال الرجل : أهلا ومرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكم خيرا وقال إن لكم ذمة ورحما وأنكم خير أجناد الله في الأرض .
ارتعد عبد الله مما يعلمه من حال خير أجناد الله في الأرض وبدا الحزن عليه فقال الرجل ولكن ياضيفي العزيز مالي أرى سيما ( أي علامته) الحزن عليك بادية هل قصرت في الترحيب بك هل ترى على محياي ما يسوءك ؟
قال عبد الله أبدا والله ولكني سمعت عجبا من أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك سبب حزني الذي تراه .
قال الرجل وماذا سمعت ؟, فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قيد الحياة يضيئون للناس كما تضيء مصابيح النجوم الليل البهيم .
قال عبد الله : سمعت شيخا يقول : إن الصديق قد سلب الخلافة من الإمام علي رضي الله عنه وأنه تآمر مع عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح على نزع الخلافة من علي بن أبي طالب مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة .
تمعَّر(أي تغيروتلون) وجه الرجل , وقال ومن شيخ السوء هذا أخبرني عن هذا المرجف لأسلمه إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه بل إلى الإمام عليٍّ نفسه ليلقى منهما جزاء وفاقا لما افتراه وما أراه إلا منافقا يريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم .
أحس عبد الله بالخجل الشديد وقال سامحني أيها الكريم إنما قلت ما سمعت وناقل الكفر ما كفر. وهذا الرجل إنما سمعته في زماني الذي جئتك منه وهو من فرقة عظيمة يسمون الشيعة الاثني عشرية يسكنون إيران أو فارس كما تسمونها الآن وأنا مستاء جدا مما سمعت منه وقد ارتحت لحديثك الآن وأشهد الله على ما في قلبي .
قال الرجل صادق يا أخي ولست مضطرا للحلف وإني أرى سيما الصلاح على محياك الكريم ولكن أخبرني عن هؤلاء المرجفين .
قال عبد الله : هؤلاء الناس يقيمون دينهم على أساس أن الإمامة العظمي (منصب الرئاسة) أصل من أصول الدين كالصلاة والزكاة وأن الرجل لكي يكون مسلما يجب أن يعتقد أن الإمامة مقصورة على آل البيت وأولهم علي رضي الله عنه ومن نسله اثنا عشر إماما آخرهم تغيب في سرداب فهم ينتظرون خروجه ليحكم فيهم من جديد ويقضي على أعدائهم , وهم يكفرون كل الصحابة الذين لم يشايعوا عليا رضي الله عنه ولم يخرجوا على أبي بكر وعمر وعثمان مطالبين له بحقه في الخلافة .
قال الرجل : رباه ..لقد وقف شعر رأسي مما قلت ياعبد الله ولا أكاد اصدق أيعني هذا أنني عندهم كافر من الكفار ؟
من أين أتى هؤلاء بدينهم هذا هل أخذوه من القرآن أم حدثهم به أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقلت أنهم من أهل فارس ؟
قال عبد الله : نعم .
قال الرجل فالأمر واضح إنهم لم يتخلوا عن عبادة الأكاسرة إذ كانوا يعتقدون أنهم آلهة من نسل آلهة وكلما هلك كسرى جاء بعده كسرى وكل ما في الأمر أنهم استبدلوا الأشخاص فقط فبدلوا الأكاسرة بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أهذا إسلام بالله عليك يا عبد الله ؟.
قال عبد الله : حديثك هذا ذكرني بقول أحد المستشرقين ....
قاطعه الرجل : ومن هؤلاء المستشرقون أيضا ؟
قال عبد الله : هم قوم من الغرب أقصد من العجم تعلموا القرآن والسنة ليطعنوا فيهما ويحاولون تشويه ديننا ونحن نجاهدهم بالرد عليهم ما استطعنا .
قال الرجل : ما أكثر ما ابتليتم من بعدنا فليعنكم الله , وماذا قال صاحبك هذا ؟
قال عبد الله : قال إن كل منطقة دخلها الإسلام تعربت وتثقفت بثقافة العرب وتخلقت بأخلاقهم وتسمت بأسمائهم وتعلمت حروفهم إلا إيران (الفرس) أخذت الإسلام وطوعته لعقائدها القديمة وصنعت منه إسلاما فارسيا .
قال الرجل : إذن فقد صدق هذا القائل إذا كانت عقائدهم في آل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم كما تقول .
قال عبد الله : نعم . ولهذا تراني حزينا منزعجا مما سمعت وودت لو استجليت أمر الخلافة من رجل مثلك شهد وعاين .
قال الرجل لقد شهدت هذه الأحداث كلها وسأنبئك بما لك تحط به خبرا ولكن بعد أن نتناول غذاءنا فقد جئت من زمن بعيد !
صفق الرجل بيديه فدخل الخادم وألقى السلام ووضع مائدة عظيمة عليها شاة مصلية مشوية وبجوارها الخبز المرقق والحساء الذي تفوح منه رائحة الضاني وشمر الرجل يديه وقال بسم الله تفضل بينما كان عبد الله القاريء مذهولا وهو يقول يا ترى كيلو اللحمة عندنا الآن وصل كام آخر مرة في العيد الكبير العام الماضي كان بخمسة وأربعين جنيها يعني ربع المرتب وسبحان الله عبد الله القاريء مهدود الدخل أمامه الآن نعجة مشوية بحالها ومحتالها الآن تخليت عن الترنم بقول شوقي في مسرحيته قمبيز :
البط في الأطباق
بطبط في الرقاق
من رأسه للأرجل
وهذه الإوز
رجراجة تهتز
قد طيبت بالتابل
ألا أيها الحلم الطويل لا تنجلي فقد مات الكرم بعدهم والعز والجود ثم أقبل عبد الله بمعدة منشرحة على السفرة الموضوعة أمام وكأنما أقسم أن ينتقم من زمنه الأغبر في شخص هذه الشاة الكريمة وأن يتزود منها قبل أن يصحو من النوم .
وأخذ الرجل يحدثه لئلا يشعر بالحرج فقال اعلم يا أخي أن الصديق أبا بكر رضي الله كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه فقد كان أول من أسلم به من الرجال وكنا نستشعر أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي لا يزال بين أظهرنا غير أن أحدنا لم يحدث أحدا بذلك وكأن الأمر مجمع عليه بالسكوت .
قال عبد الله : وكيف ذلك ؟
قال الرجل : من أشياء كثيرة منها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل من أحب الناس إليك قال : عائشة قلنا ومن الرجال ؟ قال : أبوها .
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الصديق لأن لإيمانه كان أثقل من إيماننا جميعا ولهذا قال ما فضلكم أبو بكر بصيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في نفسه . يا أخي لقد بلغ من ثقة النبي صلى الله عليه بإيمان أبي بكر أن قال لنا يوما : ركب رجل بقرة فاستدارت إليه فقالت لم أخلق لهذا إنما خلقت للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تتكلم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولكني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر .ثم قال : عدا الذئب على قطيع فاستلب منه شاة فاستنقذها منه الراعي فقال الذئب أخذت مني رزقي فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ؟ .قال الناس سبحان الله ذئب يتكلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم . ولكني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر . أرأيت ياعبد الله القاريء مدى ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بصاحبيه في قضايا الإيمان .
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخلفه في الصلاة إذا غاب وصلى بنا سبع عشرة صلاة إماما والنبي صلى الله عليه وسلم في المرض الذي لحق فيه بالرفيق الأعلى وأصر على أن يكون هو الإمام في الصلاة وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وفينا الإمام على ابن أبي طالب رضي الله عنه .
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك اصطفاه لصحبته في الهجرة وفدى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله لم يدخر في ذلك وسعا . لهذا قال صلى الله عليه وسلم إن من أمنِّ الناس علي في صحبته وماله أبابكر ولو كنت متخذا خلايلا غير ربي لاتخذت أبابكر خليلا .ولقد قال أبو الدرداء رضى الله عنه - كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ » . فَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِنِّى كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَىْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِى فَأَبَى عَلَىَّ ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ « يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ » . ثَلاَثًا ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لاَ . فَأَتَى إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ . وَوَاسَانِى بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى » . مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِىَ بَعْدَهَا
وقد كان الصديق رضي الله عنه أول من جمع القرآن لقد خرج علينا يوما فقال : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس و إني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن يجمعوه وإني لأرى أن يجمع القرآن قال أبو بكر : فقلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال عمر : هو و الله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري فرأيت الذي أرى عمر قال زيد : ـ و عمر عنده جالس لا يتكلم ـ فقال أبو بكر : إنك شاب عاقل و لا نتهمك و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن فقلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر : هو و الله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر و عمر فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع و الأكتاف و العسب و صدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت لم أجدهما مع غيره [ لقد جاءكم رسول من أنفسكم ] إلى آخرها فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها .
ثم قال الرجل أيشك أحد في رجل حفظ الله به كتابه ؟
قال عبد الله ألا أبشرك بما يسرك ؟
قال الرجل : وما ذاك ؟
قال سيكون ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه أميرا للمؤمنين وإنه سينسخ القرآن الذي جمعه الصديق في مصحف واحد تتوارثه الأجيال إلى قيام الساعة فإذا كان أبو بكر قد شرفه الله بالجمع فإن عثمان قد شرفه الله بالنسخ . هذه بشارة من المستقبل الذي أعيش فيه .
قال الرجل الحمد لله رب العالمين الذي حفظ لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كتابها وجمع كلمتها عليه .
قال عبد الله : فلنعد إلى حديثنا عن الصديق ماذا بعد جمعه للقرآن ؟
قال الرجل هناك ما هو أكثر من ذلك مما يبين فضيلة الصديق ومنزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكني لا أريد أن أشغل ضيفي عن قراه .
قال عبد الله : كلا والله لقد أثلجت صدري وشفيتني من مقالة شيخ الضلال التي أحزنتني بل وتحزن كل صاحب فطرة سليمة وقلب نقي . ولكن ما خبر موضوع الخلافة التي يشنشن بها ذلك الرجل .
قال الرجل : سأخبرك خبرها فقد رأيته وحضرته .لقد قبض رسول الله و اجتمع الناس في دار سعد بن عبادة و فيهم أبو بكر و عمر فقام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول : يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منا و منكم فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان من المهاجرين و خليفته من المهاجرين و نحن كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ثم أخذ بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعه عمر ثم بايعه المهاجرين و الأنصار و صعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير فدعا بالزبير فجاء فقال : قلت ابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر في وجه القوم فلم ير عليا فدعا به فجاء فقال : قلت ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه .
هذا ما حدث يا أخي فأين ما يدعيه هؤلاء من الكذب والبهتان على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأريدك أن تسأل هؤلاء :
أرأيتم لو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى أن تكون الخلافة لعلي بن أبي طالب أكان يخفي ذلك عن أصحابه ؟ ولماذا يخفيه وقد أمره الله بالبلاغ ؟
أرأيتم لو أن كل الصحابة أو بعضهم سمع بهذه الوصية لعليٍّ رضي الله عنه أكان يسكت على خلافة الصديق وهم الصحابة المعروفون بالجهاد من أجل الحق لوحه الله وحده ؟
أرأيتم لو ذَكَّرَ أحد الصديق بوصية رسول الله المزعومة لعليٍّ أكان الصديق وهو الصديق يعصى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أرأيتم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم عليا أنه الخليفة من بعده أكان يسكت أو يكتم وصية رسول الله ؟
هل كان على رضي الله عنه جبانا وهو فارس العرب وشجاعها ليتعامل بالنفاق الذي يسميه القوم تقية ؟ علىٌّ الذي قتل عمرو بن ود وكان بألف فارس وكلنا خفنا من لقائه ؟ على الذي أبى الله أن يفتح خيبر إلا بسيفه ؟ على الذي فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ونام مكانه يوم الهجرة ؟ على زوج الطاهرة فاطمة البتول وأبو الحسنين سيدي شباب أهل الجنة أكان يخاف من مخلوق لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بتولي الخلافة من بعده ؟
بكي عبد الله مما سمع من الرجل وقال له كذب الخراصون كذب الخراصون .
قال الرجل ياعبد الله عليك أن تحذر من كل من يسب صحابيا فنحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدنا الوحي والتنزيل وعرفنا التفسير والتأويل وشهد الله لنا في كتابه حيث قال : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) .
وهؤلاء الذين يطعنون فينا إنما يطعنون في دين الإسلام لأننا نحن الذين بلغناه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ياعبد الله هؤلاء المرجفون لا يعنيهم أمر الإسلام في شيء إنما هي أحبولة (شبكة ) نصبوها ليصيدوا بها متاع الحياة الدنيا فاحذر من هؤلاء وعلم أهلك حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدرهم حق قدرهم ودع الشبهات ومن يثيرها وعند الله الملتقى .
لاحظ الرجل أن عبد الله انتهى من طعامه فصفق بيديه فجاء الخادم بماء وإناء وقال الرجل هيا ياعبد الله اغسل يديك .
قال عبد الله - والخادم يصب عليه الماء - بالمناسبة قرأت في بعض كتب الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ قبل الأكل وبعده , ولكني لم أر في حياتي أحدا يلتزم بذلك ولا في زمانكم !
ابتسم الرجل وهو يقول لأن معنى يتوضأ قبل الأكل وبعده يغسل يديه فالوضوء هنا معناه غسل اليد .
ضحك عبد الله وهو يقول ما أشد غباء المعترض بلا علم .
وأخذ الرجل يفك عمامته الخضراء ليلفها من جديد وهو ينظر نظرة عميقة في عين عبد الله وهو يقول له : والآن بعد أن تناولنا طعامنا فلنقم للصلاة في مسجد رسول الله خلف الصديق وسأعرفك عليه وعلى عثمان ذي النورين وعلى عليٍّ أبي الحسنين وعلى الحسن والحسين وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كاد عبد الله القاريء يطير من الفرح غير أن فرحه لم يتم فقد استيقظ من رؤياه على صوت منبه هاتفه المحمول يوقظه لصلاة الفجر .
انتبه عبد الله وجسمه يرتعد وهو يقول عذرا ياصاحب رسول الله وخليفته عذرا إليك يا صديق مما افتراه المفترون واتجه إلى المسجد ليصلي الفجر خلف إمام الفجر ذلك الرجل الصالح الذي لا يحسن من العلم شيئا إلا قراءة القرآن وحب المصحف واصطحابه من المسجد إلى البيت ومن البيت إلى المسجد وعلى وجهه نور وكأن له مع الله حالا لا يعلمه إلا الله .
جلس عبد الله يختم الصلاة وهو يتذكر ما كان من رؤياه وأطال حتى انصرف كل الناس إلا ذلك الإمام الطيب الصالح وكانت مفاجأة شديد الوقع على قلب عبد الله و لقد رأي ذلك الرجل ينظر إليه بعمق وهو يبتسم ويخلع شال عمامته الخضراء ويلفها من جديد .. انتفض عبد الله واقفا وكذلك الرجل الصالح واحتضنه عبد الله حتى كاد يغوص في صدره والرجل الطيب يبادله ذلك الحضن العنيف وهما يبكيان وقال الرجل : ياعبد الله لقد صدقت رؤياك ولقد استودعك الله سري فكن عليه أمينا .
انصرف عبد الله إلى منزله وهو يقول : آآآه ..لو لم يكن حلما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آآآه لو لم يكن حلما !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منصور محمود منصور :: اسلاميات :: منوعات اسلامية-
انتقل الى: